تخطى إلى المحتوى

التأتأة بالعربي

الأهل وتقليل الحساسية

بواسطة: بسمة باحميد

أخصائي اضطرابات التخاطب والبلع

يحضر المراجع لموعد جلسة التخاطب فيوجه له الأخصائيُّ كل اهتمامهِ؛ لتقييمه وجمع المعلومات الأولية عنه، وذلك إما بسؤاله أو سؤال الوالدين – حسب عمر المراجع -، ثم يقوم بوضع الخطة العلاجية والتوصيات التي تتناسب مع حالته، وعادة ما تحتوي على أهدافٍ تقلل من الحساسية تجاه التأتأة.

ويعرَّف مصطلح (تقليل الحساسية) – كما وصفه العالم والباحث فان رايبر – بأنه: عملية تقليل الخوف والتوتر والقلق المصاحب للكلام بسبب التأتأة، عن طريق التعرض التدريجي للمواقف الكلامية التي تصاحبها هذه المشاعر. إذ يحدد الشخص المصاب باضطراب التأتأة المواقف التي يتجنبها أو يصعب عليه الكلام فيها مُتدرجةً من الأسهل إلى الأصعب، وبذلك يتعرف الأخصائيُّ على مشاعره وأنماط التفكير لديه تجاه الكلام في هذه المواقف، ثم يتدرج المُتأتِئ  – بمساعدة الأخصائي- في مواجهة هذه المواقف عن طريق الانفتاح، وإظهار التأتأة في كلامه، والحديث عنها بأريحية بدلًا من محاولة إخفاءها. وتقليل الحساسية من اضطراب التأتأة هو جزء مهم لمساعدة المٌتأتِئ على تقبلها كجزء منه، إضافة لإعادة قدرته على التحكم بالكلام.

وكما يكونُ للمُتأتئ  ردةُ فعل تجاه اضطراب التأتأة، فيحتاج – حينها – للإرشاد النفسي في التعامل مع أفكاره ومشاعره، كذلك الوالدين إذ تتكون لديهم ردة فعل تجاه التأتأة التي تظهر لدى الابن أو الابنة سواء كان بالغا أو طفلا صغيرًا. وقد أظهرت الأبحاث أن ردة فعل الوالدين تتراوح ما بين القلق والتوتر والإحباط، والشعور بالحيرة تجاه ما الذي يجب عليهم عمله، إضافةً للوم أنفسهم خوفًا من أن يكونوا قد تسببوا بالمشكلة. وكما يفضل كثيرًا من الأهالي عدم الحديث مع الابن عن التأتأة أو عن مشاعره المصاحبة لها؛ لعدم شعورهم بالارتياح أولًا، ولعدم معرفتهم ما إذا كان الحديث عن التأتأة مع الابن يصب في مصلحته أم لا. وجديرٌ بالذكر أن التجارب السابقة والثقافة العامة والوعي الشخصي والسمات الشخصية للوالدين تؤثر على ردة فعلهم بشكل كبير.

ومن الأسباب التي تُفسِّر ردة فعل الأهل تجاه التأتأة هي الرغبة الطبيعية للوالدين بحماية أبنائهم من المشاعر السلبية والمواقف الصعبة، فيصيبهم القلق على مستقبل ابنهم، دراسته، علاقاته الاجتماعية، حصوله على وظيفة، أو الانخراط في عمله ويتساءلون: ماذا لو تعرض للتنمر؟ هل سيتزوج؟ هل ستظهر مشكلة التأتأة على أبنائه؟

وقد يشعر الأهل بالإحباط أو الحزن عندما يرون الصعوبة التي يواجهها الابن في حين لا يمتلكون الوسائل أو المعلومات اللازمة التي ينطلقون منها إلى التصرف الصحيح.

ومثل ما نضع أهدافًا للمتأتئ تقلل من حساسيته تجاه التأتأة، وجب أيضًا وضعَ أهدافٍ للأهل كذلك. ومن أكثر الطرق فعالية في إحداث التغيير الإيجابي لنظرة الوالدين تجاه التأتأة وقبولها هي انخراطهم في مجموعات الدعم؛ إذ يلتقي الأهل بأهالي آخرين لديهم أبناء مصابين باضطراب التأتأة، وتخلق تلك المجموعات مساحة للأهل يحصلون من خلالها على الدعم النفسي والمعنوي، فيزدادون معرفة ويصبحون أكثر ثقة في التعامل مع ابنهم المصاب باضطراب التأتأة وأكثر تقبلًا له.

ولا شكَّ بأن شعور الوالدين بالقوة والثقة والراحة في تعاملهم مع ابنهم المصاب باضطراب التأتأة  له أثرٌ كبيرٌ في تطوره وتحسنه وقبوله لذاته وإيمانه بقدراته، خصوصًا لو كان طفلًا -بعمر المدرسة- إذ يصبح أكثر تأثرًا بوالديه في هذه المرحلة العمرية.

المصادر:

Berquez, A., & Kelman, E. (2018). Methods in Stuttering Therapy for Desensitizing Parents of Children Who Stutter. American Journal of Speech-Language Pathology27(3S), 1124–1138. https://doi.org/10.1044/2018_ajslp-odc11-17-0183

Langevin, M., Packman, A., & Onslow, M. (2010b). Parent perceptions of the impact of stuttering on their preschoolers and themselves. Journal of Communication Disorders43(5), 407–423. https://doi.org/10.1016/j.jcomdis.2010.05.003

Parents Benefit From Support Too. (2021). Stuttering Foundation: A Nonprofit Organization Helping Those Who Stutter. https://www.stutteringhelp.org/blog/parents-benefit-support-too

Van Riper, C. (1973). The treatment of stuttering. Englewood Cliffs, NJ: Prentice

Hall.

Yaruss, J. S., Coleman, C. E., & Quesal, R. W. (2012). Stuttering in school-age children:

A comprehensive approach to treatment. Language, Speech, and Hearing

Services in Schools, 43, 536–548.

اترك تعليقاً